روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | تحرّض أبنائي.. على عقوقي!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > تحرّض أبنائي.. على عقوقي!


  تحرّض أبنائي.. على عقوقي!
     عدد مرات المشاهدة: 2322        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طلقت زوجتي برغبتها وادعت هي وبموافقة اهلها عليه الى المحاكم.

واصبحت حريبتي في كل من شرطة ومحكمة منذ عام 1426 حتى الان واولادي وبناتي عندي بموجب صك شرعي بناء على الصلح مقابل الطلاق

ولكن فوجئت بتحريض الابناء والبنات لعقوقي وقطع صله الارحام.

وتريد ان لا ينزع الخير في قلوبهم على أحد والكل في نظرهم عدوو ولا يتأسس العمل الطيب ولا يوجد رجل من اهلها مرجع للنقاش والتفاهم

وما زلت اذهب بالبنات زياره لامهم لاداء الواجب في صلتها.

وكذلك عدم الشد من الطرفين ولا اريد ان يدخلو ابنائي وبناتي في معمعة الاحداث التي لا تفيد ولكنها اشغلتهم واسأت بالحديث الغير ايجابي في سلوكيات الابناء

وهي حاليا مستأجرة منزل بدون محرم ولاتريد احد من اقاربها او اهلها ولا يجرأ احد التدخل لانها تروح تشتكي عليهم بانهم يهددوها دعاوي كيدية

فكيف اربيهم والحلول المناسبة جزاكم الله عنا كل خير الابن 18 سنه الكبير البنت12سنه الصغرى والبقية بينهما ودمتم بود

بسم الله الرحمن الرحيم.

الأخ السائل الكريم حفظك الرحمن...آمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله الكريم المنان أن يصلح حالك وحال زوجتك وأبنائك.

ومن خلال عرضك للواقع نوصيك بأمور نسال الله أن يجعل فيها الفرج والمخرج لك ومن هذا الأمور:

أولًا: عليك بالصبر فإن الصبر مفتاح الفرج والصبر نتائجه مباركة وله ثمار طيبة والعاقبة حميدة لمن صبر يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة البقرة:153].

وقال سبحانه: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [سورة البلد:17] قال عزوجل: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر:3] والآيات كثيرة وعديدة في فوائد الصبر, وأما الأحاديث النبوية الشريفة بذكر منها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما رزق عبد خيرا له ولا أوسع من الصبر» [رواه الشيخان,ج8, ص213]

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئا لم يرد الله أن يعطيك لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا أن يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يصيبك به لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن» [رواه الحاكم ج14,ص408]

والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب).

وأنت أخي الكريم تشتكي الكرب أن أم الأبناء تسبب لك المشاكل فكن مع الله عزوجل يفرج ربنا همك ويزول كربك.

وجاء في الأثر أن احد الصالحين أوصى ابنه فقال له: «يا بني، إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء، من يحلم عن السفيه يسر، ومن يجبه يندم، ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير.

وإذا أراد أحدكم أن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى، وليثق بالثواب من الله عز وجل، فإنه من وثق بالثواب من الله لم يضره مس الأذى» [رواه الطبراني في المعجم الأوسط ج5, ص303]

من تأمل هذا النصوص من الكتاب والسنة كانت له مسلية وبإذن الله معينة على التحلي بالصبر ففي ذلك الفرج والمخرج من الكرب.

ثانيًا: من صبر على الأذى فإنه لا يقابل الإساءة بمثلها وعليك عدم مقابلة أذية أم أولادك بل عليك الإحسان معها والأجر من عند الله تعالى لك ثم ثمرة ذلك تكون على أبنائك فلذات الأكباد. وربنا عزوجل يقول:{وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [سورة الشورى:40]

أخي ألا تحب أن الله يأجرك وربنا كريم وأجره عظيم سبحانه.

ثالثًا: أحسنت في عدم دخول أبنائك في المشاكل فهذا خير لهم وهم لا ذنب لهم في ذلك وقد يسبب لهم مشاكل نفسية وأخرى عصبية , فأنت موفق ومسدد في ذلك.

رابعًا: كن بارك الله فيك كريم الخلق وخاصة مع أبنائك لأنك قدوة لهم وحاول عدم ذكر أمهم بشيء فيه نقص مهما حصل فإن ذلك يوغر صدرهم نحوك أو نحو أمهم.

خامسًا: الدعاء سلاحك العظيم فكن دائمًا سباق للدعاء لأبنائك بالخير ولأمهم بالهداية والصلاح فإن الله قادر على كل شيء سبحانه وتعالى.

الله الله في الاستمرار في الدعاء وعدم القنوط أو اليأس في سرعة الاستجابة فقط عليك بذل السبب وربنا عزوجل بيده الفرج

أسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يبعد عنهم كيد الشيطان إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الكاتب: د. خالد بن صالح باجحزر

المصدر: موقع المستشار